18 Jun 18 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”نشأت جورجينا غودوين في بلد في حالة حرب.” font_container=”tag:h2|text_align:right”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text][/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
رغم كل شيء، لا يزال عبد العزيز محمد الصبري يبتسم. لكنه لا يستطيع ان لا يشعر بالاكتئاب عندما يرى الصور التي التقطت له قبل بضعة أشهر، والتي يظهر فيها وهو يحمل عدسة كاميراته أو يقوم بتثبيت كاميرا فيديو على حاملها الثلاثي القوائم: “لقد صادرها الحوثيون مني. صادروا كل المعدات التي كنت أملكها. حتى لو أردت الاستمرار في العمل، فلن أكون قادرا على ذلك”، يقول صبري.
صبري هو صحافيّ ومخرج ومصوّر يمني من تعز، المدينة التي شكّلت لفترة وجيزة الجبهة الأكثر دموية في الحرب الاهلية الدائرة في البلاد. وقد عمل صبري في أخطر النقاط الساخنة، حيث قام بتزويد وسائل الإعلام الدولية مثل رويترز و سكاي نيوز بالمواد الصحفية والصور الأصلية من جبهات القتال. “لقد أحببت دائما العمل في الحقل”، يقول صبري، ويضيف: “لقد قمت بعمل جيّد ومثمر حقّا منذ بداية ثورة 2011 “.
منذ بداية الحرب، تدهورت بيئة عمل الصحفيين اليمنيين بشكل مضطرد. على سبيل المثال، خضع الصحفي المخضرم يحيى عبد الرقيب الجبيحي لمحاكمة مغلقة حكمت عليه بالإعدام بعد أن نشر مقالات تنتقد المتمرّدين الحوثيين في اليمن. وقد اختفى العديد من الصحفيين أو تم اعتقالهم، وأغلقت وسائل إعلام عديدة، في خلال السنوات القليلة الماضية.
بحسب صبري، “يواجه قطاع الإعلام وأولئك (الصحفيون) الذين يعملون في اليمن آلة حرب تقوم بسدّ كل الأبواب في وجوهنا، فهي تسيطر على جميع المكاتب المحلية والدولية لوسائل الإعلام. طالت الهجمات والاعتداءات ضدنا 80 بالمئة من الأشخاص الذين يعملون في هذه المهن، من دون أن نشمل الصحفيين الذين قتلوا، كما سجّلت 160 حالة اعتداء وهجوم واختطاف مختلفة. واضطر العديد من الصحافيين إلى مغادرة البلاد للنفاذ بحياتهم مثل صديقي العزيز حمدان البكري الذي كان يعمل لقناة الجزيرة في تعز “.
ولدت في كنف عائلة بيضاء ليبرالية في ما كان يسمى في ذلك الوقت روديسيا في أواخر الستينات من القرن الماضي ، فعاشت في حقبة من الفظائع حيث قاتلت حكومة الأقلية البيضاء التي قادها الرئيس إيان سميث المتمردين من جيش التحرير الوطني الإفريقي الزيمبابوي بزعامة روبرت موغابي. تم تجنيد أخاها الأكبر بيتر ، وهو الآن صحفي ومؤلف ، لقتال المتمردين في صفوف شرطة جنوب أفريقيا البريطانية. كما قُتلت أختها الأكبر سنا ، جاين ، في عام ١٩٧٨ عندما وقعت هي وخطيبها في كمين للجيش.
بعد انتهاء الحكم الأبيض في عام ١٩٨٠ ، وفوز موغابي في الانتخابات كرئيس للوزراء لما يسمّى بزيمبابوي الآن، غادر بعض البيض البلاد. لكن غودوين بقيت ، وأصبحت مذيعة راديو معروفة في إذاعة الدولة، واستضافت لاحقًا البرنامج التلفزيوني الصباحي “AMZimbabwe” مع شركة زيمبابوي للبث الإذاعي.
لكن بحلول أواخر التسعينيات ، أصبحت وظيفتها محفوفة بمخاطر متزايدة اذ كانت حكومة موغابي قد أصبحت أكثر استبدادية وفسادا. بدأت حركة معارضة بقيادة نقابيين مدعومين من بعض البيض في التبلور ، وشعرت غودوين بالانجذاب نحوها على نحو متزايد كما تقول في مقابلة مع غلوبال جورناليست: “شعرت أنه سوف يكون عملا غير مسؤول اذا لم أقل أو أفعل شيئا بما أنني كنا في منصب عام”.
عندما أخبرتها مجموعة من الأصدقاء أنهم يعتزمون الذهاب إلى المحكمة للطعن في احتكار شركة زيمبابوي للبث الإذاعي للأثير، عرضت مساعدتها في انشاء أول محطة إذاعية مستقلة في البلاد اذا ما فازوا بالطعن. وفي قرار مفاجئ في عام ٢٠٠٠ ، سمحت المحكمة العليا في زيمبابوي للمحطة بالمضي قدمًا.
تقول: “بينما كنت على الهواء ، أتلقى أحوال الطقس ، وأدردش حول الموسيقى ، جاءت المكالمة الهاتفية من المحكمة – لقد فازوا بالقضية…تابعت البرنامج وفي نهايته أعلنت استقالتي على الهواء وقلت: “أنا آسفة حقاً ، ستكون هذه آخر مشاركة لي مع شركة زيمبابوي للبث الإذاعي “. لم أستطع أن أقول أين كنت سأذهب بعد ذلك لأن الأمر كان لا يزال سراً. في تلك المرحلة، لم نكن نعرف حقًا كيف سنقوم بإنشائها [محطة الراديو] أو ما كنا سنفعله”.
بدأت إذاعة كابيتال أف أم التي سوف تكون قصيرة العمر تبث بعد فترة وجيزة من جهاز إرسال على سطح فندق في هراري. وفي غضون أسبوع ، أصدر موغابي ، الرئيس آنذاك ، مرسومًا بإغلاق المحطة ، وقام الجنود بمداهمة استوديو كابيتال إف أم ، مما أدى إلى تدمير معداته.
في عام ٢٠٠١ ، انتقلت غودوين إلى لندن ، حيث أسس مؤسسو كابيتال أف أم محطة يطلق عليها راديو أس.دبليو أفريقيا لإذاعة الأخبار والمعلومات إلى زيمبابوي عبر الموجة القصيرة. أصدرت حكومة زيمبابوي قرار باعتبارها هي وزملاؤها “أعداء للدولة”. وأصبحت رحلات الزيارة إلى البلاد ، حيث ما زال أهلها المسنون يعيشون فيها ، مسألة محفوفة بالخطر.
أمضت غودوين عدة سنوات مع إذاعة أس.دبليو أفريقيا قبل أن تصبح صحافية مستقلة تتعاون مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية. تشغل حاليا منصب محررة الكتب لدى مونوكل ٢٤، وهي محطة راديو على الإنترنت تابعة لمجلة مونوكل. وتستضيف البرنامج الأدبي “لقاء مع الكتاّب” وكثيراً ما تظهر في برامج الشؤون الراهنة في مونوكل ٢٤.
وتحدثت غودوين مع تيودورا أغاريسي من غلوبال جورناليست، عن منفاها من زيمبابوي وعن مشاعرها حيال إطاحة الجيش الزيمبابوي لموغابي العام الماضي. اليكم النص المحرّر للمقابلة:
غلوبال جورناليست: ما مدى صعوبة التكيف مع الحياة في المملكة المتحدة؟
غودوين: لقد كان التكيف مثيرا للاهتمام حقًا. أبدو مثل غالبية البريطانيين ، فأنا بيضاء وليس لدي لهجة قوية بشكل خاص، لذلك ينظر الناس إليّ ويظنون أنني بريطانية.
لكنني عندما وصلت إلى هنا لأول مرة ، لم أكن أفهم كيفية عمل شبكة قطار الأنفاق، والتلميحات الثقافية والتاريخية التي نشأ عليها الناس على شاشات التلفزيون ، ولا حتى الفجوة الطبقية الهائلة التي تجدها هنا.
أعتقد ، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، إنني أدرك تمامًا حقيقة أنني لست بريطانية، لكنني لندنية. إن التواجد في لندن يعني أننا جزء من المدينة ، لكن هذا لا يعني أننا بريطانيون ، وبالتأكيد لا يعني أننا جزء من الناس الذين اختاروا أن ينسحبوا إلى الداخل ويرفضوا بقية العالم كما فعلوا عندما صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
غلوبال جورناليست:كيف تقيمين حرية الصحافة في زيمبابوي الآن؟
غودوين: بعض كبار السن الذين كانوا يكتبون مقالات شجاعة جدًا ، فهم لا يزالون على مساراهم. نحن بحاجة إلى أن نحيي هؤلاء الذين فعلوا ذلك في الأوقات العصيبة التي كانت تتعرض فيها مكاتب الصحف للتفجير ، عندما كان الصحفيون يختفون ويتعرضون للضرب.
أعتقد أن الأمر أسهل الآن اذ يشعر الناس بجرأة أكبر للتعبير عن آرائهم والتحدث عن ما يجري. سأكون مهتمًة جدًا في الفترة التي سبقت انتخابات [يوليو ٢٠١٨] برؤية كم يسمح لهم في الواقع بالتحدث بحرية ، ولكنني أعتقد أن هناك بعض الصحفيين والمراسلين المذهلين الذين يقومون بعمل ممتاز على الرغم من الكلفة التي يتحملونها في سبيل ذلك.
فيما يتعلق بكيفية تغطية الإعلام الأجنبي لزمبابوي ، فإن الناس لديهم خيار حقيقي. الإنترنت موجود ، والصحف المستقلة تنتشر ، ومن ثم توجد المحطات الدولية مثل قناة الجزيرة ، ومحطة بي.بي.سي ومحطات جنوب أفريقيا.
غلوبال جورناليست: نائب الرئيس موغابي السابق ايمرسون منانجاغوا هو الآن رئيس البلاد. كان قد خدم وزيراً لأمن الدولة في الثمانينيات ، عندما قتلت قوات الأمن ما يصل إلى ٢٠،٠٠٠ مدني. هل تعتقدين أن العودة الآن ستكون آمنة؟
غودوين: لقد زرت البلاد مرتين منذ أن غادرتها، في المرتين باستعمال جواز سفر مختلف لم يعد بإمكاني الوصول إليه. نظرًا لأنني كنت في التلفزيون ، لا يهم ما هي الأسماء الموجودة في جواز سفرك. يعرفك الناس من التلفزيون.
أنت تعتمدين بشكل أساسي على حسن نية ضابط الهجرة ، وعليك فقط أن تأملين ألا يكون شخصًا ما على علم بما كنت تعملين من قبل أو إذا كان على علم به ، فهذا أمر لا مشكلة معه لديه.
كما كتب أخي في إحدى مذكراته ، وصل يوما الى المطار و سأله ضابط الهجرة: “هل تربطك علاقة قرابة مع جورجينا؟”
أعتقد أنه حاول عدم الرد ، لكن الضابط قال بهدوء: “أرجوك أخبرها أننا نستمع إليها كل يوم”.
السؤال الآن ، في ظل التغيير في الحكومة ، هو هل سأكون موضع ترحيب؟ ما زلت أتحدث بصراحة عما أفكر به. ليس لدي أي عداوة شخصية تجاه [الرئيس] ايمرسون منانجاغوا ، لكنني أعتقد أن ما جرى في عهده بالوزارة كان إجرامياً. كانت إبادة جماعية.
لست متأكدًة من أنه سيرحب بي في البلد الذي يتحكم فيه هذا الرجل الآن. لكن أشعر بالكثير من التفاؤل في مستقبل البلاد. نحن الآن في وقت أصبح فيه للزيمبابويين خيارًا حقيقيًا وآمل أن ما يفعلونه هو ليس شيء يتم إملائه من قبل التاريخ وأن لا يصوتوا فقط لأنهم كانوا دائمًا مؤيدين لحزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية (الحاكم).
الجيل القادم لديه شيء يقدمه ويمكن أن يأخذنا في اتجاه مختلف. لقد عانى الكثير من الزيمبابويين في ظل النظام ، وأخيرا ، يمكن للجميع أن يستمتعوا بثمار جهود الأشخاص الذين كافحوا بجد ، وليس فقط الصحفيين ، وليس فقط زملائي ، بل كل الناس الذين قاتلوا ضد الفساد العميق واللامبالي بالناس والأشخاص المسؤولين عنه.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]
08 Mar 18 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”
تبتكر النساء الكرديات في الموقع الإخباري النسوي الوحيد في تركيا ، جين نيوز ، ووسائل اعلامية أخرى نهجا جديدًا في الصحافة في تركيا، لكنهن يتعرّضن للضغط ولقد تم احتجاز العديد منهن أو تم تقديمهن للمحاكمة أو حتى تهديدهن.”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]
[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
يحتفل هذه الأيام موقع الأخبار النسوية الوحيد في تركيا باليوم العالمي للمرأة ولكن تحت رقابة الدولة. فلقد تم حجب الوصول إلى الموقع الإلكتروني الخاص بـ “جين نيوز” (جين تعني “امرأة” باللغة الكردية)، والذي تديره النساء بالكامل ويركز تحديدًا على الأخبار المتعلقة بالنساء ، تم حجبه سبع مرات خلال أسبوع واحد فقط في نهاية يناير، وفي الوقت الحالي، لا يمكن الوصول إلى الموقع من داخل تركيا.
لكن هذه الضغوطات لم تنجح في تثبيط عزيمة الصحفيات في “جين نيوز”. تقول محّررة الأخبار في الموقع بيريتان الياقوت: “لقد أظهرنا دوما أن لدينا بدائل ، ونحن مستمرون في إظهارها”. تعتمد “جين نيوز” على الشبكات الاجتماعية واستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة، ولقد أعلنت انشاء قناة تلفزيونية جديدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، الذي له أهمية مزدوجة بالنسبة لهم. فلقد تأسست “جينها” ، وهي أول وكالة أنباء تديرها نساء في البلاد ، أيضا في اليوم العالمي للمرأة قبل ست سنوات.
ان الضغوطات ليست شيئا جديدا عليهن ، اذ تم اغلاقهم مرتين في السابق، وهذا أكثر مما حدث مع أي وسيلة إخبارية أخرى في البلاد حتى في ظل حالة الطوارئ الحالية. أولاً ، تم إغلاق “جينها” بناء على مرسوم صادر في أكتوبر ٢٠١٦. ولم يسمح لـ “غازيتي سوجين” ، خليفة “جينها” ، بالعمل لأكثر من تسعة أشهر قبل صدور قرار آخر بإغلاقها في أغسطس ٢٠١٧.
على الرغم من ذلك، بعثت “جين نيوز” من الرماد ، حاملة معها إرث وكالة “جينها” النسائي، ويتضمن ذلك الكتابة بأسلوب يضع النساء “كفاعلات لا كمفعولات بهن” في الحدث. كما يحرص الموقع على استخدام اللغة الواعية ، مثل استخدام كلمة “قتلت غيلة” بدلا من “قتلت” للتأكيد على عنف الذكور. كما أنها تتجنب ابراز أي تفاصيل قد تبرر العنف ضد المرأة بشكل غير مباشر (على سبيل المثال من خلال رفض ملاحظة أن الضحية كانت تسعى إلى الطلاق) أو تقديم تفاصيل وصفية غير ضرورية في حالات الاعتداء الجنسي. ثم هناك استخدام الموقع الصارم للأسماء الأولى بدلاً من أسماء العائلة – وهي الممارسة التي اعتمدتها هذه المقالة لتقديم لمحة عن منهاجيتهن.
تقول بيريتان: “عند تغطية شؤون النساء ، كان علينا التفكير حتى في أصغر التفاصيل. لقد اخترنا عدم استخدام اسم العائلة لكسر المفهوم القائل بأن السلالة يجب أن تنحدر من الرجال. إذا قلنا بيريتان الياقوت في بداية المقال لتقديم شخص ما ، فإننا نستخدم الاسم (الأول) الذي يميز هذا الشخص”.
حتى كبار المسئولين، بمن فيهم رئيسان سابقان للحزب الديمقراطي الشعبي المؤيد للأكراد ، واللذان الآن هما قيد الاعتقال ، فيجن يوكسكاديتش وصلاح الدين ديميرتاش ، لم يتم اعفاؤهما من هذه القاعدة.
هذا يعني أيضا مقاربة مختلفة في اختيار المواضيع. “نحن لا نغطي الأخبار المتعلقة بالهجوم الجنسي أو الاعتداء الجنسي أو التحرّش. بدأنا في تغطية القصص التي تركّز على النساء كأفراد قويات، وعلى النساء الرائدات. ركزنا على الاقتصاد والبيئة. لقد جعلنا النساء مرئيات في السياسة ، وأبرزناهن وأعطيناهن صوتًا “.
تشجيع النساء على التحدث
لضمان عدم تكميم أفواه النساء ، تستخدم “جين نيوز” حصريا شهادات واقتباسات من النساء في تقاريرها. تقول الصحفية شريبان أصلان وهي تتجه إلى السوق الشعبي في باولار في ديار بكر ، أن ردود فعل النساء دائمًا ما تكون إيجابية للغاية عندما تقوم الوكالة بتقديم نفسها كهيئة كردية تغطي شؤون النساء.
بعد وصولها إلى السوق ، تسير شريبان وزميلتها ، رينجين عزيز أوغلو ، بهدوء بينما تبحثان عن نساء يدرن متاجر. موضوع تغطيتهما هو تدمير مركز صحي محلي، الذي تم تحويله إلى مركز للشرطة من قبل وصي معين من الحكومة وذلك بعد أن ألقى رؤساء البلديات المنتخبين في السجن.
يظهر التأثير فوراً عند دخولهن الى محل لبيع الهدايا، فتوافق احدى البائعات على إجراء المقابلة معهما. تقول لها شريبان “هناك تصور في المجتمع أن المرأة لا يمكنها أن تعمل ولكنك حطمتي هذا التصور” فتجيب الامرأة دون تردد: “قطعاً”. عندما تقترب المقابلة من نهايتها ، تسألها شريبان إذا كانت لديها أي رسائل تريد توجيهها إلى نساء أخريات فتقول: “يجب على كل النساء أن تعمل… لا ينبغي أن تستسلمن إلى الرجال”.
تقول شريبان: “تشعر النساء بالراحة والثقة عندما يتحدثن إلينا… وكوننا وكالة كردية فان ذلك يساعد أيضًا”.
سألها رجل وهي تخرج من متجر: “من أي وكالة أنت؟” ترد شريبان “نحن من وسائل الإعلام الحرة”، مستخدمة وهو التعبير الذي يشير به الأكراد إلى وسائل الإعلام الخاصة بهم، فيرحب بها بحرارة.
تشدد مونتيفير كارادمير ، محررة “جين نيوز” باللغة الكردية ، على أهمية عامل التشجيع هذا. تقول: “عندما تعطيهن الثقة للتعبير عن أنفسهن ، فإن النساء يحضنونك”…عندما تخبر أي بائع متجر أنا من وكالة تديرها امرأة تركّز على مشاكل النساء، فإن موقفها يصبح مختلفاً للغاية. إنها تشعر بالأمان وأنها قادرة على إخبارك بما تمر به. “
كما أن صحفيات “جين نيوز” يتوقنّ إلى توسيع نطاق الخبرة التي يبنينها مع وسائل اعلامية أخرى، وخاصة مع الصحافيين الذكور. فهن لديهن الآن مشروع لإعداد قاموس من أجل لغة إخبارية غير تمييزية. تقول بيريتان “كنا نخطط للاجتماع مع الرجال وتنظيم ورشات تدريب حول” كيفية تصميم قصة إخبارية “و” كيفية استخدام لغة صديقة للمرأة في المقالات الإخبارية “ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب الظروف [في المنطقة]”.
ومع ذلك ، فإن مجرد وجودهن بدأ بالفعل في تعزيز الوعي العام. تضيف: “بعض الصحفيين ، وهم من الرجال في معظم الأحيان ، يسألوننا:” هل تريدون التحقق من هذا التقرير وما إذا كنا قد استخدمنا اللغة الصحيحة؟ إنهم يشعرون الآن بالقلق”. ولقد كان أحد أهم النجاحات التي حققتها بيريتان هو إظهار أن النساء هن أكثر من قادرات على الانخراط في العمل الصحافي – ربما بشكل يتفوق على عمل الرجال. “رأينا أن المرأة كانت سريعة كذلك. ولكن هذه السرعة تسعى أيضًا إلى مشاركة الخبر بأفضل طريقة ممكنة. فلقد كنّ دقيقات في عملهن “.
صحافيات ينشئن منصة ضد الضغوط
وفقا لبيريتان ، كانت سياسة “جين نيوز” لجمع أصوات النساء وحدهم أكثر نجاحا في الشرق مقارنة مع غرب تركيا. كان ذلك نتيجة سياسة “التكافؤ بين الرؤساء” الصارمة التي أطلقها الحزب الديمقراطي الشعبي، والتي ضمنت للنساء تولي مناصب رفيعة في البلديات الكردية. لكن بعد أن احتل الأمناء المعينين من الحكومة معظم البلديات التي يقودها الحزب الديمقراطي الشعبي، لم تفقد “جين نيوز” مصادرها النسائية هناك فحسب – اذ أن معظم الأمناء هم من الرجال – ولكنهم فقدوا مصدراً مهماً للدخل، فالعديد من عضوات المجالس البلدية كن من المشتركات في خدماتهن وكن يشجعن أنشطة الوكالة الإخبارية هذه.
ومنذ بدء الحملات العسكرية في المراكز الحضرية في المنطقة ، أصبح الصحفيون هدفاً لأجهزة الأمن التابعة للدولة، وأصبح الاعتقال والاحتجاز من الممارسات الشائعة ضدهم. “أرادت الدولة عزلنا في منازلنا من خلال الاعتقالات. وعندما لم يفلح ذلك ، حاولوا إغلاق الوسائل الاعلامية بالكامل” تقول بيريتان وهي تتلقى خبرا مفاده أن أحد مراسلاتها ، دوركيت سورين ، قد اتُهمت بـ “الانتماء إلى منظمة إرهابية وتمويلها” بعد احتجازها قبل عدة أيام عند نقطة تفتيش. في نهاية المطاف تم إطلاق سراح دوركيت من قبل المحكمة بعد حظر السفر عليها وأمرها بزيارة مركز للشرطة بانتظام.
لم تكن دوركيت الصحفية الوحيدة من “جين نيوز” التي تواجه اتهامات جنائية اذ تقضي حالياً مراسلة صحيفة “جينها” السابقة ، زهرة دوغان ، حكماً بالسجن لمدة سنتين وتسعة أشهر بتهمة “نشر دعاية منظمة إرهابية”. وكانت قد أُدينت بعد نشرها شهادة بنت في العاشرة من العمر متأثرة بالعملية العسكرية التركية ضد بلدة نصيبين في مقال من كانون الأول / ديسمبر ٢٠١٥. كما تلقت زهرة ، وهي رسّامة أيضا ، حكما بالسجن “لرسمها الأعلام التركية على المباني المدمرة” في لوحة تم نسخها من صورة حقيقية تظهر الأعلام التركية على المباني التي دمرتها القوات التركية. كما تلقت بيريتان كانوزر، مراسلة الوكالة في اسطنبول ، وأيصل إشيك، أحكاما بالسجن أيضاً. واعتُقل كثيرون غيرهن ، حيث يخضع ١٠ مراسلين للمحاكمة حالياً كما تتلقى الوكالة تهديدات بشكل دوري.
تقول عيشه غون ، وهي مراسلة وكالة” ميزوبوتاميا” الكردية والمتحدثة باسم منصة صحافيات ميزوبوتاميا، أن عنف الدولة قد أصبح اليوم ممارسة روتينية. “في مقاطعة مثل شرناق، تتعرض صحافياتنا باستمرار للمضايقات أو التهديدات اللفظية. نتجنب الكثير منهن الذهاب وحدهن إلى القرى أو الى بعض الأحياء. وهن يتعرضن للتهديد ، من الاختطاف إلى التعدّي عليهم أو الاغتصاب. قد تكون التهديدات لفظية في الوقت الراهن، لكن هناك محاولة جادة لتخويفهن.”
تم تأسيس المنصة في عام ٢٠١٧ في يوم رمزي آخر ، يوم حرية الصحافة في ٣ مايو / أيار ، وكان الهدف ضمان قدرة النساء على النضال من اجل القضايا المشتركة. وتشمل هذه القضايا الاجتماعية – مثل البطالة بعد الإغلاق المتكرر للوسائل الإعلامية الكردية في ديار بكر – ولكن أيضا ضد كل أنواع العنف. تقول عيشه: “بفضل هذه المجموعة ، أردنا مساعدة أصدقائنا الذين يتم اعتقالهم أو احتجازهم أو الذين يتعرضون للمضايقات من مصادرهم أو الاعتداء عليهم أو إساءة معاملتهم من قبل الشرطة. كما أردنا أن نجعل الضغط مرئيًا للجميع”.
آخر الصحافيات اللواتي اعتقلتهن الشرطة هي سيدا تاسكين ، التي كانت تكتب تحقيقا في مقاطعة موش. تم إطلاق سيدا بشكل مشروط، ليتم اعتقالها بعد شهر مجددا في أنقرة بسبب تقاريرها وتغريداتها.
وفقا لعيشه، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن التجربة الصحافية للمرأة بدأت في ديار بكر ، وليس – كما كان متوقعا – في اسطنبول. “إن شعبنا يعرف كيف يعيش في ظل أوضاع صعبة. المرأة الكردية تعرف كيف تقاوم. تم إغلاق “جينها” فتم إنشاء “سوجين”. تم إغلاق “سوجين” فتم إنشاء “جين نيوز”، مما يعني أنه يمكننا إعادة اختراع أنفسنا مرارًا وتكرارًا”، نقول قبل أن تضيف: “نحن نتحدث هنا عن حرية المرأة وليس المساواة بين الجنسين. هذا شيء يذهب أبعد بكثير”.
كما قالت عيشه إنها ترغب في توجيه دعوة إلى جميع الصحفيات في تركيا للتضامن معهن. تقول:”لا يكاد يوجد أي صحفي هنا لم تقام محاكمة له. هم إما يظلون بين السجن وخارجه أو يجب عليهم زيارة مركز الشرطة كل يومين أو ثلاثة أو حتى خمسة أيام. هذا يعني أنهم لا يستطيعون مغادرة المدينة ، التي أصبحت سجنًا في الهواء الطلق.” ثم تضيف: “لكن هذا لا يحدث للأكراد فقط. هذا يحدث في كل مكان. لذلك هذا هو الوقت المناسب لأن نعمل معا “.
أوزغون أزوكير
أوزغون أزوكير هو صحفي ومسؤول في منصة الصحافة المستقلة في اسطنبول. وقد عمل في العديد من وسائل الإعلام التركية بما في ذلك “طرف”، وصحيفة حرييت و”بيرغوم”. كما عمل في عدد من المنظمات غير الحكومية ، مثل منظمة اليونيسيف في تركيا ومنظمة العفو في تركيا.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]
05 Mar 18 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=””][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text][/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
يستيقظ عادة اسحق كاراكش ، رئيس تحرير صحيفة “هالكين نابزي” الأسبوعية في إسطنبول، باكرا في الصباح. وهو عادة ما ينهض قبل الفجر ويمشي لمسافة طويلة مع مجموعة من الأصدقاء في الحي ، قبل أن يعود بحلول الساعة الثامنة صباحا. عند هذا الوقت، يبدأ في قراءة أخبار اليوم وهو يتناول وجبة الإفطار يونشر تغريدات انفعالية عن أخبار الصباح.
في ٢٠ يناير / كانون الثاني ، شن الجيش التركي عملية واسعة في منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا ، بذريعة أن القوات الكردية في المنطقة هي امتداد لحزب العمال الكردستاني ، الذي تصنّفه تركيا كمنظمة إرهابية. كاراكش، مثل كثيرين آخرين على تويتر، أطلق انتقادات ضد التوغل العسكري التركي، وقد فعل ذلك باستخدام حسابishakkakarakas ، الذي أغلقه منذ ذلك الحين ابنه ومحاميه أوكور كاراكش.
تساءل يومها كركاش متوجها الى السياسيين في تركيا: “لا توجد عصابة واحدة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في عفرين. لماذا تنشرون هذه الأكاذيب؟”. كان قادة البلاد قد زعموا أن القوات الكردية في سوريا هم في الواقع من مقاتلي داعش. كما كتب كركاش: “لا تصدقوا دعاية التلفزيون حول عفرين”، متوجها لزملائه المواطنين في تغريدة أخرى. كما أعاد تغريد منشورا يقول أن مدنيين قد قتلوا في المنطقة على يد الجيش التركي.
بعدها، أتت القوات الأمنية الى منزله. “كان الوقت حوالي منتصف الليل. كان أبي نائمًا ولم أكن في المنزل ، لكن والدتي كانت هناك. جاء ضباط الشرطة وقرعوا على الباب. وقالوا أنه لديهم مذكرة تفتيش”، يقول أوكور كاراكش وهو محامي دفاع مقره في اسطنبول. تم القبض على والده في ٢٦ يناير بتهمة “نشر دعاية إرهابية” عبر تويتر. وهو يقبع الآن في سجن “سيليفري” ، ولم يصدر قرار ظني بحقّه بعد.
بلد بلا روح للدعابة
بالتأكيد لم يكن كاراكش الوحيد الذي شعر بغضب الدولة التركية وهي في حالة حرب. طبقاً لوزارة الداخلية التركية ، حتى ٢٧ فبراير / شباط ، احتجزت الشرطة ٨٤٥ شخصاً بسبب انتقادهم للعمليات العسكرية في عفرين (أو “نشر دعاية منظمة إرهابية” بحسب تعبير الوزارة المفضّل) والتي أطلق عليها رسمياً “عملية غصن الزيتون”. لم تفصح الوزارة عن عدد المعتقلين الذين تم توجيه تهم إليهم رسمياً وسجنهم ، ولكن استناداً الى أن جميع الأشخاص الثمانية الذين تم احتجازهم مع كركاش كانوا ، وفقاً لوثائق المحكمة ، قد اعتقلوا ، فان هذا الرقم لن يكون منخفضًا على الأرجح.
ولد كاراكش في ديار بكر في عام ١٩٦٠. وقد أنهى دراسته الابتدائية ثم بدأ بالعمل كمساعد لسائقي الشاحنات في سن الثانية عشرة. وفي عام ١٩٨٩ اضطر إلى الهجرة إلى اسطنبول مثل العديد من الأكراد في ذلك الوقت ، مع زوجته موزيين وابنه البكر أوكور (أزاد). وولد أطفال الزوجان الآخران ، أوموت وأوفوك ، في المدينة.
“إنه شخص وطني ، وكان دائماً شخصاً ذو ميولاً سياسية” ، يقول عنه ابنه أوكور كاراكش. على الرغم من أنه كان في قطاع الخدمات اللوجستية إلى أن أفلست شركته في أعقاب الأزمة المالية في عام ٢٠٠٠ في تركيا ، كان كاراكش دائما منخرطا في السياسة وكتب أعمدة لصحيفة “أوزغور غوندم” المؤيدة للأكراد والصحيفة الاشتراكية “افرينسيل”.
الحياة في اسطنبول و هالكين نابزي
على الرغم من أنه عمل في التجارة بعد انتقاله إلى اسطنبول ، وجد كاراكش الوقت لإكمال تعليمه الثانوي من خلال التعلم عن بعد. ووفقاً لمحضر استجوابه ، فهو الآن يدرس السنة الثانية من اختصاص علم الاجتماع مع جامعة للتعليم عن بعد[1] في تركيا. كما حرص أن يتمتع أولاده بفرص أفضل في الحياة، فأحدهم محامٍ والآخر طبيب. أصغر أبناءه مسجل حاليا في برنامج جامعي اختصاص هندسة الكمبيوتر.
“حتى قبل أن يصبح صحفياً ، كان دائماً مهتماً بمشاكل البلد”، يقول أحمد تولجار ، الصحفي التركي المخضرم الذي كان ينشر صحيفة هالكين نابزي مع كاراكش لأكثر من ست سنوات. وكان الرجلان قد التقيا في عدة حلقات نفاش واجتماعات قبل أن يبدآن بالعمل سوية بشكل رسمي. عندما خرج كاراكش من قطاع الخدمات اللوجستية وترك تولجار وظيفته اليومية في صحيفة” بيرغون” في النصف الثاني من عام ٢٠٠٠ ، أنشأ الرجلان شركة إعلانات في منطقة مالتيبي في اسطنبول – حيث يتم نشر صحيفة “هالكين نابزي” اليوم.
“إنه رب عائلة. كان يأتي الى العمل بعد مشيته الصباحية ويذهب إلى البيت مباشرة في المساء. في عام ٢٠١٣، قررنا نشر صحيفة محلية جديدة سوية ، وقررنا أنها لن تكون مثل تلك المنشورات المحلية التي تغطي أخبار ولائم رئيس البلدية أو آخر أخبار المتنفذّين في المجتمع “، يقول تولجار.
وهكذا ولدت صحيفة “هالكين نابزي”. بدأ توزيع الصحيفة الأسبوعية على الجانب الأناضولي من اسطنبول بتمويل من الشركات المحلية والبلديات ، وكانت تطبع حوالي ١٠٠٠٠ نسخة. بالنظر إلى رؤية وخلفية مؤسسيها ، فإن تركيز “هالكين نابزي” على الصحافة الرصينة ليس مستغرباً: فالصحيفة تولي استقلالها أهمية قصوى قبل أي شيء آخر، وتقوم بتغطية الشؤون المحلية مع الحفاظ على صلتها بالمواضيع ذات الأهمية الوطنية. وفقاً لتولغار ، فإن سياسة التحرير في هالكين نابزي تُعرَّف بـ “صحافة السلام التي تشمل جميع شرائح المجتمع والتي تستخدم أسلوباً يمكن فهمه من قبل جميع الشرائح الاجتماعية”. لكنه يضيف بسرعة: “تغريدات اسحق لا تعكس سياستنا التحريرية بالطبع “.
رب العائلة
يقول تولجار:”ناهيك عن عدم وضع هذا الرجل في السجن ، يجب عليهم أن يكافئوه لأنه وجد صيغة للسلام في هذا البلد”، ويضيف أن المشاركين في جلسات الصباح مع كاراكش (تولجار ، الذي يسعده النوم في الصباح، ليس واحدا منهم) يأتون من خلفيات سياسية شديدة التنوع وحتى التباين.
يضيف: “إنه رجل سلام. أعتقد أنك تستطيع أن تقول ذلك عن أي شخص ، لكنه أراد أن يكون جندي للسلام. لسوء الحظ، لقد وضعوا هذا الرجل في السجن”. كما يشتكي مازحا أنه اضطر هو وأوكور لتناول الوجبات السريعة في الأسابيع القليلة الماضية. “كان دائما يحضّر الغداء لنا في المكتب. في بعض الأحيان ، يسأل الناس في المبنى عما إذا كان بإمكانهم الحصول على بعض ما يطبخه إذا لم يجدوا شيئًا جيدًا للطلب في يوم معين. “
لكن بالنسبة إلى تولجار ، فإن غياب كاراكش يعني أكثر من مجرد فقدان وجبة غداء صحية وشهية. عندما أنشأ الاثنان الصحيفة، كانا خلال العامين الأولين في الغالب بمفردهما. “لقد عملنا معا لفترة طويلة ، وبالطبع هذا أمر صعب” ، كما يقول، بقليل من المرارة والعتاب على صديقه لتغريده “بشكل غير مسؤول”.
ما لا يقوله تولجار هو كيف شارك هو وصديقه المسجون الآن الضغط اليومي الناتج عن اطلاق وادارة صحيفة بمفردهما وكيف كان يجب عليهما أن يتصديا للهموم التي تصاحب محاولة إنتاج صحافة رصينة في واحدة من أخطر البلدان لمهنة الصحافة. خاض الرجلان المعركة معا ، واليوم، فان واحد منهما يقبع في السجن.
وحتى إذا أُدين كاراكش ، سيتم إطلاق سراحه في نهاية المطاف لأنه على الرغم من أن تهمة الدعاية يعاقب عليها بالسجن لمدة سنتين، فإن هذه الأحكام عادة ما يتم تعليقها بموجب الإجراءات الجنائية في تركيا ، وفقاً لأوكور كاراكش.
يضيف تولجار “لديه عائلة ضخمة. إنه جد ولديه حفيد آخر على الطريق. وسوف يتزوج أوكور هذا الصيف.”
في السياق التركي الأوسع، حيث يقبع ١٥٣ صحفي في السجن، ٦ منهم حكم عليهم بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط قبل أسبوعين فقط ، فإن امكانية الإفراج عن كاراكش في أول جلسة محاكمة له هو مدعاة لبعض الاطمئنان.
يتريّث تولجار قبل أن يقول بهدوء: “موراد سابونشو من صحيفة جمهورييت ، وهو جوهرة ، أحمد شيخ ، الصحافي العظيم الذي لم يطارد أبدا المصالح الشخصية أو الشهرة ، وأكين أتالاي، هم كلهم في السجن اليوم. عثمان كافالا أيضا يقبع في السجن. هناك الكثير من الأشخاص العظماء في السجن ، فمن المحرج أن أشكو “ياه، صديقي صار له في السجن شهر ونصف.”
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row]
19 Feb 18 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”ارتكب الرجال من كارتل سينالوا خطأ ، وهم الآن يسعون إلى استخدامه لصالحهم.”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text][/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
كان ذلك في يوليو / تموز ٢٠١٠ ، عندما كان مصور التليفزيون المكسيكي أليخاندرو هيرنانديز باتشيكو وزميله يغطيان أحداث الشغب في سجن في بلدة غوميس بالاسيو بولاية دورانغو في شمال غرب المكسيك. بينما كانوا في طريقهم من السجن ، أوقف مسلحو كارتل سينالوا سيارتهم ، ظانين أن الصحافيين كانا أعضاء في كارتل زيتاس المنافس.
في ذلك الوقت ، كانت عصابة سينالوا ، التي كان يقودها زعيم المخدرات المعروف “خواكين” إل تشابو غوزمان ، تخوض معركة دامية للسيطرة على طرق التهريب في شمال المكسيك. في عام ٢٠١٠ وحده ، قتل أكثر من ١٥،٠٠٠ شخص في حروب المخدرات بالمكسيك. في مدينة توريون القريبة التي يتحدر منها هرنانديز ، حيث كان يعمل في محطة تيليفيزا المحلية، كانت هناك ٩٩٠ حالة قتل هناك في عام ٢٠١١ ، مقارنة بـ ٦٢ في عام ٢٠٠٦ ، وفقًا لوكالة رويترز.
أجبر مسلحو كارتل سينالوا هيرنانديز وزميله على الخروج من سيارتهم ووضعوهم في الصندوق.
يقول هيرنانديز في مقابلة مع “غلوبال جورناليست”: “أخبرونا أنهم سيقتلوننا لأنهم اعتقدوا أننا نعمل مع الكارتل الآخر”. “أخبرناهم أننا نعمل مع تيليفيزا وأريناهم هواتفنا ومعداتنا وميكروفوناتنا وكل شيء. وأدركوا أننا كنا نقول الحقيقة “.
هذا لا يعني أنهم كانوا في أمان. فلعدة أيام بعد ذلك، تم نقل واحتجاز هرنانديز واثنين من الصحفيين المختطفين عبر سلسلة من مخابئ كارتل سالينوا ، حيث تعرضوا للضرب والتهديد بالقتل. وقد أُفرج عن هيكتور غوردوا ، مراسل تيليفيزا ومقره مكسيكو سيتي ، والذي كان يعمل مع هيرنانديز ، بشرط أن يقدم تقريرا يفصّل التعاون بين المسؤولين الحكوميين وخصوم كارتل سينالوا في منظمة زيتاس في حين احتجز هيرناندز وزميله الصحفي خافيير كاناليس كرهائن.
عندما رفضت قناة تيليفيزا بث تقرير غوردوا ، خشي البعض من أن يعدم هيرنانديز وكاناليس. لكنه تم إطلاق سراحهما. فوفقاً لغوردوا ، فقد قرر الكارتل أن قتل الصحفيين قد يضرهم أكثر مما ينفعهم.
أما هيرنانديز ، فقد هرب هو وعائلته إلى الولايات المتحدة ، حيث مُنح حق اللجوء في عام ٢٠١١. وهو يعمل الآن كمصور في كولورادو ، وتحدث إلى أستريج أغوبيان من “غلوبال جورناليست” عبر مترجم عن اختطافه وهربه. أدناه ، النص المحرر للمقابلة:
غلوبال جورناليست: كيف أثرت الكارتلات عليك كصحفي قبل أن يتم اختطافك؟
هيرنانديز: كان الوضع جيد وطبيعي قبل اندلاع الحرب بين كارتيلات المخدرات منذ حوالي عشر سنوات. كانت توريون بلدة صغيرة في منطقة هادئة. لكن في عام ٢٠٠٧ وصل العنف اليها. كان هناك الكثير من مهربي المخدرات، لكن لم تكن هناك مشكلة لأن الناس لم يعبثوا معهم وهم لم يعبثوا مع الناس. ثم وصل كارتل آخر ، الزيتاس ، من شمال شرق البلاد.
ثم بدأت الحرب بينهم وبين عصابة إل تشابو ، أي كارتل سينالوا. بدأت عمليات القتل والاختطاف… وهذا هو الوقت الذي بدأ فيه الخوف ينتشر بين السكان. كانت هناك أعمال قتل كل يوم. وكانت جرائم القتل تجري بالكثير من السادية. لم يكن الأمر مجرد رصاصة في الرأس ، بل تم قطع رؤوس الناس أو قلع أعينهم.
غلوبال جورناليست: كيف فامت وسائل الإعلام التي عملت معها بتغطية هذه الأحداث؟
هيرنانديز: في البداية ، كان كل شيء على ما يرام. كما نقوم بتغطية الاغتيالات ولا ننشر أسماء الفريق الذي عمل على القصة لحمايتهم. بدأنا في التعود على عهد النركوس (مهربي المخدرات) ، والحرب ، وكمية القتل.
بدأت المشاكل في عام ٢٠٠٩ عندما تم اختطاف ثم قتل زميل لنا، اليسيو بارون، الذي كان مراسل شؤون الشرطة في صحيفة في توريون. عرفنا أن المهربين هم من قاموا بذلك ، لكننا لم نكن نعلم أي مجموعة بالتحديد.
كانت هناك أعمال قتل خارج محطات التلفزيون والصحف. استخدموا “مانتاس” ، وهي قطع من النسيج كتب عليها أن ما حدث لاليسيو سيحدث للآخرين أيضًا إذا لم يلزموا الصمت. لذلك بدأ العديد من الصحفيين بالشعور بالخوف.
غلوبال جورناليست: ما هي القضية التي كنت تعمل عليها عندما تم اختطافك؟
هيرنانديز: أتى صحفي من مكسيكو سيتي يعمل في برنامج يسمى”نقطة البداية”. قام مضيف البرنامج بإرسال أشخاص إلى توريون لتغطية قضية مهربي المخدرات هناك. وصل الصحفي [هيكتور غوردوا] ، لكن بدون مصور لأنه غاب عن الرحلة. جاء لطلب المساعدة من محطة تيليفيزا حيث كنت أعمل وطلبوا مني أن أذهب معه.
كان هدفنا إجراء مقابلات مع رؤساء بلديات المدن الثلاث: ليرغو ، غوميز بالاسيو ، دورانجو و توريون. استغرق رئيس بلدية غوميز بالاسيو وقتا طويلا قبل أن يقبل استقبالنا. عندما تركناه ، قيل لنا أن هناك أعمال شغب في سجن سيفيريسو الفيديرالي.
قررنا الذهاب إلى السجن وإجراء المقابلات هناك. كان هناك العديد من أقارب السجناء هناك ، لأنه كانت هناك تقارير عن إطلاق أعيرة نارية في الداخل وكانوا يبكون وكان هناك الكثير من الاجراءات الأمنية. لكن بوجود الجيش والقوى الأمنية شعرنا بالأمان.
عندما غادرنا [هيرناندز وغوردوا] المنطقة ، كانت الساعة الثالثة مساءًا. وعلى بعد ميلين ، عند إشارة مرور ، تم اعتراضنا من قبل سيارة ، وانطلق بعض الأشخاص بالبنادق ودخلوا الى سيارتنا. وضعوني وزميلي في صندوق السيارة.
غلوبال جورناليست: ما الذي حدث بعد ذلك؟
هيرنانديز: قالوا لنا إنهم سيقتلوننا لأنهم ظنوا أننا أعضاء في الكارتل [الزيتاس]. أخبرناهم بأننا نعمل مع تيليفيزا وأريناهم هواتفنا ومعداتنا وميكروفوناتنا وكل شيء. وأدركوا أننا نقول الحقيقة.
كانوا ما زالوا يقولون إنهم سوف يقتلوننا. غطوا أعيننا بقطع من القماش وربطوا أيدينا وأرجلنا. ثم وضعونا في شاحنة وأجروا بعض المكالمات الهاتفية. لا أعرف ما إذا كانوا يتصلون بـ إل تشابو أو شخص آخر.
في يوم الاثنين [٢٦ يوليو ٢٠١٠] عندما أخذونا ، اتصلوا ب تيليفيزا وأخبروهم بأننا في قبضتهم وأنهم سيقتلوننا إذا استمرت الشبكة في نشر الأخبار عنهم. قالوا إنهم يريدون منا أن نقوم بعمل فيديو على اليوتيوب حيث سنقوم باتهام الزيتاس وحكومة كوهويلا.
سجلّنا فيلم فيديو مدته ١٥ دقيقة يوم الثلاثاء وبثته تيليفيزا في ساعة متأخرة من الليل. في هذه المرحلة ، لم يكن أحد يعلم أننا كنا رهائن غير عائلتي وعائلات الرهائن الآخرين، وتيليفيزا.
غلوبال جورناليست: أي أنهم استخدموكم في محاولة لابتزاز تيليفيزا لبث تقارير من شأنها أن تؤذي الكارتل المنافس؟
هيرنانديز: أرادوا يوم الأربعاء أن نسجل تقريرا آخر [يتهم كارتل زيتاس بالتورط مع مسؤولين حكوميين آخرين]. لكن تيليفيسا رفضت قائلة: “لن نكون مسؤولين إذا حدث شيء لهم ، لأننا [الشبكة] لا يمكننا أن نظل رهائن في يد مهرّبي المخدرات.”
كان من المفترض أن الشرطة تبحث عنا. كنا نتوقع منهم أن ينقذونا. لقد احتجزونا في غرفة طولها وعرضها ٤ أمتار. كنا ثلاثة صحفيين وثلاثة رجال شرطة مختطفين وسائق سيارة أجرة. أي كان مجموعنا سبعة أشخاص. كنا في فصل الصيف وكان الجو حارًا جدًا. أعطونا بعض الماء ولكن لا شيء للأكل. إذا كنت تريد النوم أو الجلوس فكان عليك طلب الإذن. لم نتمكن من الذهاب إلى الحمام ، وكان لدينا زجاجة طلاء وهذا كل شيء.
لقد عذبونا نفسياً لأنهم كانوا يقولون إنهم سيقتلوننا. إذا قام [مهربو المخدرات] بقتلك خلال النهار ، فسوف يتركوا جسمانك في الخارج. و بخلاف ذلك ، فإنهم سوف يخفون جثتك.
ما كنت آمله حقاً ، ما كنت أصلي من أجله هو أنه اذا قتلوني ، فإنهم سيتركون جسدي في مكان يمكن للناس أن يجدوني فيه ويتعرّفوا علي ، وأن لا أنتهي كأحد المفقودين. فهذا سيء كثيرا للعائلات ، أسوأ من أن يعلموا أنك ميت.
كنا متعبين جداً لكننا لم نتمكن من النوم ليلاً لأننا كنا خائفين من أنهم سيأخذوننا ويقتلوننا.
غلوبال جورناليست: كيف تم إطلاق سراحكم؟
هيرنانديز: أُطلق سراح الصحفي من مكسيكو سيتي [هيكتور جوردوا] يوم الخميس [٢٩ يوليو ٢٠١٠]. أخذونا [كاناليس وهيرنانديز] إلى منزل آمن آخر. كنا نشعر بالهشاشة مثل الناس في حالة السكر لأننا لم نكن قد أكلنا أو شربنا ما يكفينا لعدة أيام. لم يكن لدينا أي طاقة. وضعونا في غرفة مظلمة مهجورة تشبه الحمامات. كانت الغرفة مظلمة، ولكن أتذكر أنه كانت هناك صراصير وقوارض فيها.
كان الوقت منتصف الليل ، وأردناهم أن يقتلونا لأننا كنا متعبين للغاية من حالة عدم اليقين. لحظة واحدة أرادوا قتلنا ، ثم لم يفعلوا ذلك ، ثم هددوا بذلك مرة أخرى.
بدأنا الصراخ لأنه كان هناك جيران. صرخنا: ” نريد الماء! نريد الماء!”
حاولنا الهرب ، وحاولنا فتح الباب. وصل شخص ما في شاحنة ، وبدأوا في ضربنا. كل الأشياء التي لم يفعلوها في الأيام السابقة ، فعلوها تلك الليلة. ربطونا بالأسلاك من أيدينا وأقدامنا.
بعد نوبة الضرب ، عاملونا بشكل جيد. أعطونا المياه وتم نقلنا إلى منزل آمن آخر ليلة الجمعة. ولكن كان هناك دم في جميع أنحاء الغرفة حيث تم أخذنا. كان هناك فروة رأس. واعتقدنا أن هذا هو المكان الذي يقومون فيه بتعذيب وقتل الناس.
كان هناك شخص يعتني بنا ، حتى أنه أعطانا ماء … غالون من الماء لكل واحد منا. قلت لنفسي: “أريد أن أهرب ، لن أسمح لهم بقتلي”.
لكنني لم أنجح. كنت أشعر بسلام على الرغم من أنني حاولت (الهروب) على الأقل. كانت تلك اللحظة التي استطعت فيها النوم أخيرًا. لا أعرف عدد الساعات التي نمتها.
في ذلك الوقت ، كانت الحكومة وكارتل إل تشابو على الأغلب يتفاوضان [لترتيب إطلاق سراحنا]. بعد ذلك ، أعادونا إلى المكان الآمن الذي كنا فيه في وقت سابق. كانت الشرطة الفيدرالية هناك ويبدو أنهم كانوا هناك ليتظاهروا بأنهم كانوا يقومون بإنقاذنا – لا أعرف ما إذا كان مهربو المخدرات تأخروا في اعادتنا أو ما اذا كانت الشرطة قد جاءت مبكراً. [عندما تم تسليمنا] قالت الشرطة: “ها أنتم! أين كنتم محتجزين؟ كيف حالكم؟”
كان الأمر وكأنه فيلما. لكننا كنا أحرار.
أخذتنا الشرطة لعقد مؤتمر صحفي في مكسيكو سيتي. قالوا إنهم أنقذونا وأنه لم يكن هناك إطلاق للنار ، وأن المهربين لم يفعلوا أي شيء لنا وأنهم أطلقوا سراحنا لأن [الحكومة] طلبت منهم ذلك.
غلوبال جورناليست:ك يف قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة؟
هيرنانديز: أفرجوا عني [السبت ٣١ يوليو / تموز ٢٠١٠] وأخذتني الشرطة إلى مكسيكو سيتي. قضيت حوالي ٢٠ يومًا في مكسيكو سيتي مع عائلتي.
ألقت الشرطة القبض على بعض المشتبه بهم. كانوا في الواقع هم من احتجزونا كسجناء. ذهبنا وتعرّفنا عليهم. لكن كما تعلم فإنه لدى مهربي المخدرات فإن الرجال الذين يحملون السلاح هم مجرد جنود. زعيمهم هو من قام بتسليمهم.
خلال تلك الفترة ، قمت بإجراء مكالمات إلى إل باسو ، تكساس حيث لدي أقرباء. وضعوني على اتصال بمحامي عظيم ، أنقذ حياتي. تحدثت مع زوجتي ومحاميي وقررنا عدم العودة إلى توريون. استقلّيت شاحنة ، ثم حافلة ، ثم مشيت.
عبرت الحدود في ٢٢ أغسطس إلى تكساس بتأشيرة سياحية ثم بدأت عملية الحصول على اللجوء السياسي. في٢٣ أغسطس، بدأ كارتل سينالوا يبحث عني. في ٢٤ أغسطس ، عبرت زوجتي مع أطفالنا الصغار. لم نأخذ سوى حقيبة ملابس صغيرة للأطفال ومجلد يحتوي على كافة الأدلة التي تثبت ما حدث لي، والصور والمقالات في الصحف. ثم طلبت اللجوء في هيوستن.
غلوبال جورناليست : ما هي ظروفك الآن؟
هيرنانديز: الآن أنا مقيم في الولايات المتحدة. أحب أن أتمكن من العودة [إلى توريون] لكنني لا أستطيع ذلك. أنا غاضب من الجميع ، الشرطة و مهربي المخدرات ، لأن أبنائي اضطروا إلى مغادرة منزلنا ووطننا.
أعطاني أطفالي الكثير من الشجاعة. كان من الصعب التأقلم مع ثقافة أخرى. أبنائي الآن يذهبون إلى المدرسة ويتحدثون الإنجليزية. عندما وصلت ، عملت في محطة تلفزيون إسبانية محلية في إل باسو حتى عام ٢٠١٥. ثم عُرضت علي وظيفة في كولورادو. الآن أعيش هناك مع عائلتي وأعمل كمصور. أنا ممتن جدا لهذا البلد لأنني وصلت مع حقيبة صغيرة والآن لدينا منزل ، لدي فرصة هنا.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]