الأخبار الزائفة: لا شيء جديد تحت الشمس

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”في وقت يستفيق فيه الأمريكيون على ظاهرة “الأخبار المزيّفة“، يقول أندريه أليكساندراو بأن البيلاروسيين لديهم باع طويل في التعامل مع هذه التكتيكات التي خبروها لسنوات”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

Protests against the 2008 falsified parliamentary elections, Minsk, Belarus, Isabel Sommerfeld/Flickr

عناصر من الشرطة المسلّحة يحاصرون المتظاهرين في مينسك، عاصمة روسيا البيضاء (بيلاروس) عقب اعلان نتائج انتخابات عام ٢٠١٠ التي تم التشكيك في نزاهتها, Isabel Sommerfeld/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

ان فبركة وتزييف الأخبار في روسيا البيضاء (بيلاروسيا) ليس بظاهرة طارئة ظهرت فقط مؤخّرا. في نيسان / أبريل الماضي، قامت قنوات التلفزيون والصحف الحكومية بعرض صور مخيفة لمتظاهرين يحملون زجاجات المولوتوف الحارقة وغيرها من الأسلحة. وزعمت التقارير ان هؤلاء المتظاهرين هم أعضاء في “الفيلق الأبيض” وبأنهم يسعون لإشعال انتفاضة في مينسك على غرار الاحتجاجات المسّماة بـ “يورو ميدان” والتي انتشرت في أوكرانيا في عامي 2013 و 2014، مساهمة بشكل كبير في تفجير أزمة شبه جزيرة القرم فيما بعد.

ما يلفت النظر هنا هو أن المنتجين والمراسلين الذين أعدّوا هذه التقارير المصوّرة ظلّوا مجهولي الهوية. فلم تذكر أية عناوين أو أسماء فيها على الإطلاق. ولا يوجد هناك أي دليل على أن الفيلق الأبيض المزعوم، وان كان لديه سابقا وجود فعليا على أرض الواقع ، كان قد عاد الى العمل على أي مستوى في السنوات القليلة الماضية. ومن المثير للاهتمام أيضا أن الشرطة وقوات الأمن لم تجب على أي استفسارات من قبل الصحفيين أو من الجمهور حول هذه القضية.

اتضح فيما بعد أن القصة كان قد تم اختلاقها بأكملها، ثم تقديمها وبثّها على أنها قصة إخبارية حقيقية عن واقع مفترض، لنشر الخوف والذعر داخل المجتمع. وكانت الرسالة وراءها هي: لا تخرج الى الشارع ولا تشارك في التظاهرات، فأولئك الذين يفعلون ذلك يقوّضون السلام والاستقرار!

هذا تكتيك معتاد ولقد اتّبع في بيلاروسيا لسنوات عديدة مضت، حيث يتم إخفاء الأخبار الحقيقية لمصلحة الأخبار الزائفة المزدهرة في هذه البلاد. ويتم استخدام هذا التكتيك كثيرا في الوقت الراهن، حيث شهد عام 2017  احد أكبر الاحتجاجات في البلاد منذ سنوات عديدة، مما قوبل بردّ فعل عنيف من قبل الحكومة.

في ظل الحكم السوفيتي، كانت بيلاروس بلدا مزدهرا. ولكن عندما انهار الاتحاد السوفياتي، مرّت البلاد بفترة تدهور اقتصادي طويل. صعد الكسندر لوكاشينكو إلى السلطة في خضم هذا الاضطراب الاقتصادي والسياسي، ولا يزال اليوم في الحكم على الرغم من مرور 23 على توّليه الحكم. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سيطرته على وسائل الإعلام، حيث استمرت الهجمات ضد الصحافة الحرة، والمدوّنين، والكتاب والصحفيين المستقلين جنبا إلى جنب مع أنشطة آلة الدعاية الرسمية الضخمة.

تتبّع برامج الأخبار على القنوات التلفزيونية المملوكة للدولة، التي تحتكر الأثير حيث لا توجد قنوات محلية خاصة، تتبّع نمطا بسيطا ولكن مقنعا، فتبثّ بدءا أخبارا عن الرئيس: ها هو يأتي ليحيّي سفير أجنبي ويلقي كلمة عن الدور الخاص الذي تقوم به بيلاروسيا في الاستقرار والسلام في العالم؛ أو ها هو يجتمع مع وزير الداخلية ليدلي ببيان حول أهمية الحفاظ على الاستقرار والسلام داخل المجتمع، أو يصرخ في مجلس الوزراء بأن عليهم أن يفعلوا كل ما يلزم لمتابعة أفكاره “الحكيمة”  لخدمة مصالح الشعب (ناهيك عن السلام والاستقرار)،أو هو يقوم بزيارة مصنع في مدينة صغيرة ليتحدث إلى العمال وكأنّه والدهم الحنون ويقول لهم انه سوف يوفر لهم كل سبل الدعم والاهتمام.

بعد أن تبث القنوات الرسمية زهاء نصف ساعة من هذا النوع من الأخبار الرئاسية، تقوم بعدها بعرض مشاهد سريعة من بقية العالم: قذائف تسقط على أوكرانيا؛ قنابل تدمر مستشفى في سوريا، تصريحات غريبة من رئيس دولة تقع بعيدا عبر المحيطات. إرهابي يفجر نفسه في مدينة أخرى في أوروبا؛ لاجئون يتدفقون، وفيضانات، وركود اقتصادي، وحكومات تنهار. ثم يتبع هذه الأخبار المريعة تقرير حول أطفال سعيدين في رياض الأطفال البيلاروسية ثم بعض المشاهد الأخرى لبلد مسالم يقوده زعيم حكيم يبقى الملاذ الأخير لرفاه وخير البلاد التي تصوّر على أنّها واحة من الاستقرار في عالم عنيف جدا.

ولكن هناك أنواع أخرى من البرامج يتم بثها على تلفزيون الدولة عندما تشعر السلطات أن صورة “السلام والاستقرار” التي تبثها القنوات الحكومية تتناقض مع الواقع الآخر، أي ذلك الذي يراه الناس في الشوارع وفي أماكن عملهم، وفي محلات البقالة، وفي وسائل النقل العام، وفي المستشفيات والمدارس، وهو واقع يشذ عن العالم الوهمي التي تحيكه الدعاية الحكومية.

في بداية عام 2017، نزل الآلاف في جميع أنحاء بيلاروس إلى الشوارع للاحتجاج. شرارة تلك الاحتجاجات كان المرسوم الرئاسي الجديد رقم 3 الذي فرض غرامات على الأشخاص الذين لا يتمكنون من اثبات وجود أي عمل أو دخل لديهم. وقد أطلق عليه اسم “مرسوم الطفيلي الاجتماعي”. هناك مصطلح سوفيتي قديم،” تونيجادسي”، وهو يعني حرفيا الطفيليات، و “التطفل” كان يعتبر جريمة في العصر السوفياتي، حيث كان من المتوقع أن يعمل الجميع لبناء “المجتمع الشيوعي المثالي”. لكن “الاختراع” البيلاروسي ذهب خطوة أبعد في هذا المجال

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

مجترحا المعادلة التالية: عوضا عن دفع تعويضات للعاطلين عن العمل، قرّرت الحكومة بأن…تغرّمهم!

هذا المرسوم كان الشرارة. لكن السبب الحقيقي للاحتجاجات يكمن في الأزمة الاقتصادية العميقة التي لا زالت تجتاح البلاد، ممّا أظهر حقيقة ما يسمّى بـ”الاستقرار” البيلاروسي على أنه ليس أكثر من غيبوبة طويلة. فقد ورثت بيلاروسيا نموذجها الاقتصادي المرتكز على الصناعة من العصر السوفيتي، لكنه لم يجر إصلاحه قط. قد تعني هذه الإصلاحات، مثلا، التحول إلى القطاع الخاص، وتغيير القوانين لإعطاء ضمانات للاستثمارات الرأسمالية، وضمان استقلال السلطة القضائية، واجراء انتخابات برلمانية حقيقية، بدلا من أن يتم تعيين أعضاء البرلمان من قبل الرئيس كما يجري حاليا. كل هذه الخطوات، لو اتخذت، كانت ستقوض جوهر النظام الاستبدادي.

وهكذا، مضى اقتصاد البلد دون ادخال أي تغيير يذكر اليه. على مدى عقدين تقريبا، قامت روسيا بدعم دعم اقتصاد بيلاروسيا من خلال النفط والغاز والقروض الميّسرة، التي كان الكرملين قادرا على تحمّل كلفتها بفضل ارتفاع أسعار النفط وحاجة موسكو إلى حليف قريب منها. ولكن اليوم فقد بردت هذه العلاقة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن بيلاروسيا كانت قد عارضت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم بعد أزمة أوكرانيا.

أصبحت الصعوبات الاقتصادية من جرّاء هذا الوضع محسوس بها في عرض البلاد، خاصة لدى سكّان المدن الصغيرة. ثم جاءت ضريبة “الطفيلي الاجتماعي”، فكانت بمثابة الشرارة التي أطلقت الاحتجاجات. نزل المتظاهرون بالآلاف إلى الشوارع للمرة الأولى منذ عام 2011، وفي بعض المدن الصغيرة، للمرة الأولى منذ عقد التسعينيات.

أتى رد فعل السلطات قاسيا. احتجزت الشرطة مئات الأشخاص على الرغم من سلمية احتجاجاتهم. وخلال أحداث مينسك في آذار / مارس 2017، استخدمت شرطة مكافحة الشغب القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، فاعتقلت حوالي ألف شخص. حتى أن العديد منهم كانوا من المارة العاديين ولم يكونوا جزءا من المظاهرات. وكان بعضهم أيضا صحفيين يحملون بطاقات تعريف صحفية صالحة.

من هؤلاء، ألقي القبض على أليكساندر بارازينكا، وهو مصور يعمل لقناة بيلسات الفضائية، خلال الاحتجاجات التي وقعت في 25 آذار/مارس 2017 في مينسك. يوجد فيديو له يصرخ “أنا صحفي!” بوجه بلطجيين يلبسون زيا رسمّيا، ثم يمسكونه ويجرونه إلى سيارة الشرطة. في وقت لاحق خلال محاكمته ادّعى ضبّاط شرطة مكافحة الشغب بأن بارازينكا كان قد تفوّه بعبارات بذيئة في مكان عام. ولم يولي القاضي أي اهتمام للتناقضات الصريحة في رواياتهم للأحداث وحكم على بارازينكا ب 15 يوما من الاعتقال الإداري، أمضاهم المصوّر مضربا عن الطعام في مكان احتجازه.

هناك العديد من الأمثلة المماثلة لقضية بارازينكا خلال ربيع 2017. ولكن هذه القصص لا تظهر أبدا على التلفزيون الحكومي.

لا تخلو بيلاروسيا تماما من وسائل الإعلام المستقلة. لا تزال هناك صحف غير حكومية ومنشورات إلكترونية تبيّن حقيقة ما يجري. كما ينشط المدوّنون والناشطون على شبكات التواصل الاجتماعية. في الواقع، عندما قامت وسائل الإعلام الحكومية ببثّ ذلك المشهد المزيّف للمحتجين المزعومين وهم يحملون الزجاجات الحارقة، ظهر على الانترنت فيديو آخر يبيّن أنه لم تكن هناك أي قوات للشرطة أو أي مجرمين مزعومين في مكان التصوير، ولكن فقط شاحنة ومجموعة صغيرة من مصوري تلفزيون الدولة.

قصّة الصحافي بارازينكا وغيره من المتظاهرين المحتجزين لا زالت تجد من يرويها، ولكن، للأسف، فإن صوت التلفزيون الحكومي المصحوب بالهذيان والعدائية لا يزال أعلى.

“لقد تم تبخيس قيمة كلمة وسائل الإعلام. إن السلطة لم تعد تكترث بما نعرفه عنها وآرائنا فيها”، كتب فيكتار مارتينوفيتش، الكاتب البيلاروسي المشهور، في بيلاروس جورنال. “لا يحتاجون إلى جمهور بعد الآن. هم لوحدهم. انهم يعتقدون انهم أقوياء بما فيه الكفاية وبأنهم خالدون. ونحن نفتقر إلى الكلمات لبرهنة خطأهم لهم”.

شخصيا، أعتقد بأننا سوف نجد هذه الكلمات عاجلا أم آجلا.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

أندريه أليكساندراو هو صحفي مقيم في مينسك، بيلاروسيا. وهو محرر “بيلاروس جورنال”

*ظهر هذا المقال أولا في مجلّة “اندكس أون سنسورشيب” بتاريخ ١٩ يونيو/حزيران ٢٠١٧

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”100 years on” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]Through a range of in-depth reporting, interviews and illustrations, the summer 2017 issue of Index on Censorship magazine explores how the consequences of the 1917 Russian Revolution still affect freedoms today, in Russia and around the world.

With: Andrei ArkhangelskyBG MuhnNina Khrushcheva[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”91220″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

Между молотом и наковальней

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”Журналисты в Мексике подвержены угрозам и со стороны коррумпированного государства, и со стороны жестоких картелей; иногда нельзя доверится даже коллегам-журналистам, пишет Дункан Такер”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

Сотни людей участвуют в марше молчания в знак протеста против похищений и убийств журналистов в Мексике в 2010 году, John S. and James L. Knight/Flickr

Сотни людей участвуют в марше молчания в знак протеста против похищений и убийств журналистов в Мексике в 2010 году, John S. and James L. Knight/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

«Я надеюсь, что правительство всё-таки не поддастся авторитарному искушению заблокировать интернет и не начнёт арестовывать активистов», ― рассказывает журналу «Индекс на Цензуру» мексиканский блоггер и активист Альберто Ескорция.

Совсем недавно Ескорция и несколько раз угрожали из-за публикации статьи про недавние беспорядки в стране. Вскоре угрозы усилились. Чувствуя себя в ловушке, совсем незащищённым, он начал планировать побег из страны.

Многие обеспокоены свободой слова в Мексике. Экономический застой, свободное падение валюты, бесконечная кровавая война с наркотиками, совершенно непопулярный президент при власти и новоизбранная воюющая администрация Дональда Трампа через границу – все эти факторы создают тяжёлое положение в 2017.

Самая большая проблема – это сам президент Мексики. Четыре года правления Энрике Пенья Ньето принесли вялый экономический рост. Возродилось насилие и коррупционные скандалы. В январе этого года уровень поддержки президента стремительно упал до 12%.

Но когда журналисты попытались дать отчёт про работу президента и его политику, на них началась охота. Например, 2017 год начался с интенсивных протестов, вызванных 20% повышением цен на бензин. В дни протестов, блокад, мародёрств и противостояний с полицией было убито, как минимум, 6 человек и больше чем 1,500 арестовано. Комитет по Защите Журналистов сообщил, что полиция избила, пригрозила или временно задержала по крайней мере 19 репортёров, которые освещали в СМИ беспорядки в северных регионах Коахуйлы и Бая Калифорнии.

Новости не только скрывали, но и подделывали. Массовая истерия охватила Мехико, когда легионы троллей в «Твиттере» подстрекали к насилию и распускали ложную информацию про дальнейшие грабежи, что послужило причиной временного закрытия приблизительно 20,000 объектов малого бизнеса.

«Никогда не видел Мехико таким», ― по телефону докладывает Ескорция из своего столичного дома. «Полиции больше обычного. Вертолёты пролетают каждый час и постоянно слышны сирены. Хотя в этой части города не было никакого мародёрства, люди думают, что оно повсюду».

Последние семь лет Ескорция занимался расследованием применение троллей в Мексике. Он убежден, что поддельные учётные данные в «Твиттере» были применены для распространения страха, дискредитации и

 отвлечения внимания от реальных протестов против повышения цен на бензин государственной коррупции. Он сообщил, что обнаружил приблизительно 485 аккаунтов, со страниц которых людей неоднократно подстрекали «грабить Вол-Март».

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

 Сначала они призывают людей грабить магазины, потом они требуют наказать мародёров и зовут армию на место происшествия», ― объясняет Ескорция. «Это весьма деликатный вопрос, потому что такими действиями можно спровоцировать цензуру интернета или арест активистов». Он добавил, что за плечами нынешней администрации уже есть одна неудачная попытка установить легитимные законы для блокировки доступа в интернет во время «критических для общественности или национальной безопасности событий».

Несколько дней после того, как хештег «грабить Вол-Март» разлетелся по интернету, Бенито Родригес, хакер, проживающий в Испании, рассказал мексиканской газете «Эль Финансиеро», что эму оплатили раскрутку этой темы. Родригес сознался, что он иногда работает на правительство Мексики и что «возможно» именно этот субъект оплатил ему подстрекательство к мародёрству.

  Администрацию Пенья Ньето уже давно подозревают в использовании троллей для политических целей. В интервью с «Bloomberg» в прошлом году хакер из Колумбии, Андрес Сепульведа подтвердил, что с 2005 года его нанимали для влияния на результат девяти президентских выборов в Латинской Америке. В том числе и выборы в Мексике 2012 года, когда, согласно его заявлениям, команда Пенья Ньето заплатила ему, чтобы взломать переписку двоих ближайших противников их кандидата и вывести 30-тысячную армию твитер-ботов для манипуляции актуальными темами и нападения на других кандидатов. Администрация президента официально отвергла какие-либо отношения с Сепульведой.

Мексиканским журналистам также постоянно угрожают жестокие картели. Занимаясь исследованием для своей последней книги «Narcoperiodismo» («Нарко-журнализм»), учредитель газеты «Риодоче» Хавьер Вальдес был ошарашен, каким обыденным теперь стало присутствие картельных шпионов и осведомителей в редакционных отделах новостей местных газет.

Сепульведа заявил, что с 2005 года его нанимали для влияния на результат девяти президентских выборов в Латинской Америке

«Серьезный журнализм с соответствующей этикой очень важен во времена конфликтов, но, к сожалению, журналисты тоже замешаны в наркобизнесе», – рассказал он «Индексу на Цензуру». «Это еще более усложнило нашу работу; теперь нам нужно защищаться и от политиков, и от наркодельцов, и даже от других журналистов».

Вальдес прекрасно знает, как опасно нарушать свои полномочия. «Риодоче» базируется в знойном штате Синалоа, где экономика вращается вокруг наркоторговли. «В 2009 кто-то бросил гранату в офис «Риодоче», но она принесла только материальный ущерб», – рассказал он. «Мне часто звонили, приказывая остановить расследование конкретных убийств или действий наркобоссов. Мне приходилось скрывать важную информацию, чтобы мою семью не убили. Мои источники были убиты или исчезли … Правительству нет никакого дела до этого. Они ничего не предпринимают, чтобы нас защитить. Сколько уже было случаев и все это продолжается».

Несмотря на то, что мексиканские журналисты стыкаются с одинаковыми проблемами, Вальдес сокрушается, как мало солидарности между ними и как мало поддержки от общества в целом. Более того, поскольку Мексика готовится к предстоящим президентским выборам в следующем году и продолжает борьбу с экономическими проблемами, он опасается, что давление на журналистов только усилится, с тяжелыми последствиями для страны.

«Опасность для общества и демократии очень серьезная. Журнализм может значительно влиять на демократию и социальное сознание, но когда нам со всех сторон угрожают, наша работа никогда не будет такой, какой должна быть», – предупреждал Вальдес.

Без радикальных изменений, будущее для Мексики и ее журналистов выглядит еще более мрачным. Он добавил: «Я не вижу общества, которое вступилось бы за своих журналистов или само стало на их защиту. Никакая бизнес-структура не финансирует проектов «Риодоче». Если бы мы обанкротились или закрылись, никто ничего бы не сделал [чтобы помочь]. У нас нет союзников. Нам нужно больше публичности, больше подписчиков и моральной поддержки, но мы сами по себе. Мы долго не продержимся в таких условиях».

Находясь практически в такой же сложной ситуации, Ескорция делится таким же чувством экстренности, но все же остается дерзким, сообщая в «Твиттере» после недавних угроз: «Это наша страна, наш дом, наше будущее и только вещанием мы можем ее спасти. Рассказать правду, объединить людей, создать новые средства массовой информации, поддержать уже существующие, заставить общество захотеть критически посмотреть на ситуацию. Вот как мы действительно можем помочь».

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

Слушайте интервью с Дунканом Такером в подкасте «Индекса на Цензуру» на «SoundCloud» soundcloud.com/indexmagazine

Дункан Такер – независимый журналист из Гвадалахары, Мексика 

Статья впервые напечатана в выпуске журнала Индекс на Цензуру (весна 2017)

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”The Big Squeeze” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]The spring 2017 issue of Index on Censorship magazine looks at multi-directional squeezes on freedom of speech around the world.

Also in the issue: newly translated fiction from Karim Miské, columns from Spitting Image creator Roger Law and former UK attorney general Dominic Grieve, and a special focus on Poland.[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”88803″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

Entre la espada y la pared

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”Los periodistas mexicanos son objeto de amenazas por parte de un gobierno corrupto y cárteles violentos, y no siempre pueden confiar en sus compañeros de oficio. Duncan Tucker nos lo cuenta.”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

Cientos de periodistas marchan en silencio en 2010 como protesta contra los secuestros, asesinatos y violencia ejercida contra los periodistas del país, John S. and James L. Knight/Flickr

Cientos de periodistas marchan en silencio en 2010 como protesta contra los secuestros, asesinatos y violencia ejercida contra los periodistas del país, John S. and James L. Knight/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

«Espero que el gobierno no se deje llevar por la tentación autoritaria de bloquear el acceso a internet y arrestar a activistas», contaba el bloguero y activista mexicano Alberto Escorcia a la revista de Index on Censorship.

Escorcia acababa de recibir una serie de amenazas por un artículo que había escrito sobre el reciente descontento social en el país. Al día siguiente, las amenazas se agravaron. Invadido por una sensación de ahogo y desprotección, comenzó a planear su huida del país.

Son muchas las personas preocupadas por el estado de la libertad de expresión en México. Una economía estancada, una moneda en caída libre, una sangrienta narcoguerra sin final a la vista, un presidente extremadamente impopular y la administración beligerante de Donald Trump recién instalada en EE.UU. al otro lado de la frontera están generado cada vez más presión a lo largo de 2017.

Una de las tensiones principales es el propio presidente de México. Los cuatro años que lleva Enrique Peña Nieto en el cargo han traído un parco crecimiento económico. También se está dando un resurgir de la violencia y de los escándalos por corrupción. En enero de este año, el índice de popularidad del presidente se desplomó al 12%.

Para más inri, los periodistas que han intentado informar sobre el presidente y sus políticas han sufrido duras represalias. Por ejemplo, 2017 comenzó con agitadas protestas en respuesta al anuncio de Peña Nieto de que habría un incremento del 20% en los precios de la gasolina. Días de manifestaciones, barricadas, saqueos y enfrentamientos con la policía dejaron al menos seis muertos y más de 1.500 arrestos. El Comité para la Protección de los Periodistas ha informado que los agentes de policía golpearon, amenazaron o detuvieron temporalmente a un mínimo de 19 reporteros que cubrían la agitación en los estados norteños de Coahuila y Baja California.

No solo se han silenciado noticias; también las han inventado. La histeria colectiva anegó la Ciudad de México a consecuencia de las legiones enteras de bots de Twitter que comenzaron a incitar a la violencia y a difundir información falsa sobre saqueos, cosa que provocó el cierre temporal de unos 20.000 comercios.

«Nunca he visto la ciudad de esa manera», confesó Escorcia por teléfono desde su casa en la capital. «Hay más policía de lo normal. Hay helicópteros volando sobre nosotros a todas horas y se escuchan sirenas constantemente. Aunque no ha habido saqueos en esta zona de la ciudad, la gente piensa que está sucediendo por todas partes».

Escorcia, que lleva siete años investigando el uso de bots en México, cree que las cuentas falsas de Twitter se utilizaron para sembrar el miedo y desacreditar y distraer la atención de las protestas legítimas contra la subida de la gasolina y la corrupción del gobierno. Dijo que había identificado al menos 485 cuentas que constantemente incitaban a la gente a «saquear Walmart».

«Lo primero que hacen es llamar a la gente a saquear tiendas, luego exigen que los saqueadores sean castigados y llaman a que se eche mano del ejército», explicó Escorcia. «Es un tema muy delicado, porque podría llevar a llamamientos a favor de la censura en internet o a arrestar activistas», añadió, apuntando que la actual administración ya ha pasado por un intento fallido de establecer legislación que bloquee el acceso a internet durante «acontecimientos críticos para la seguridad pública o nacional».

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

Días después de que el hashtag de «saquear Walmart» se hiciera viral, Benito Rodríguez, un hacker radicado en España, contó al periódico mexicano El Financiero que le habían pagado para convertirlo en trending topic. Rodríguez explicó que a veces trabaja para el gobierno mexicano y admitió que «tal vez» fuera un partido político el que le dio dinero para incitar al saqueo.

La administración de Peña Nieto lleva mucho tiempo bajo sospecha de utilizar bots con objetivos políticos. En una entrevista con Bloomberg el año pasado, el hacker colombiano Andrés Sepúlveda afirmaba que, desde 2005, lo habían contratado para influir en el resultado de nueve elecciones presidenciales de Latinoamérica. Entre ellas, las elecciones mexicanas de 2012, en las que asegura que el equipo de Peña Nieto le pagó para hackear las comunicaciones de sus dos rivales principales y liderar un ejército de 30.000 bots para manipular los trending topics de Twitter y atacar a los otros aspirantes. La oficina del presidente publicó un comunicado en el que negaba toda relación con Sepúlveda.

Los periodistas de México sufren también la amenaza de la violencia de los cárteles. Mientras investigaba Narcoperiodismo, su último libro, Javier Valdez —fundador del periódico Ríodoce— se dio cuenta de lo habitual que es hoy día que en las ruedas de prensa de los periódicos locales haya infiltrados chivatos y espías de los cárteles. «El periodismo serio y ético es muy importante en tiempos conflictivos, pero desgraciadamente hay periodistas trabajando con los narcos», relató a Index. «Esto ha complicado mucho nuestra labor. Ahora tenemos que protegernos de los policías, de los narcos y hasta de otros reporteros».

Valdez conoce demasiado bien los peligros de incordiar al poder. Ríodoce tiene su sede en Sinaloa, un estado en una situación sofocante cuya economía gravita alrededor del narcotráfico. «En 2009 alguien arrojó una granada contra la oficina de Ríodoce, pero solo ocasionó daños materiales», explicó. «He recibido llamadas telefónicas en las que me ordenaban que dejase de investigar ciertos asesinatos o jefes narcos. He tenido que suprimir información importante porque podrían matar a mi familia si la mencionaba. Algunas de mis fuentes han sido asesinadas o están desaparecidas… Al gobierno le da absolutamente igual. No hace nada por protegernos. Se han dado, y se dan, muchos casos».

Pese a los problemas comunes a los que se enfrentan, Valdez lamenta que haya poco sentido de la solidaridad entre los periodistas mexicanos, así como escaso apoyo de la sociedad en general. Además, ahora que México se pone en marcha de cara a las elecciones presidenciales del año que viene y continúa peleándose con sus problemas económicos, teme que la presión sobre los periodistas no haga más que intensificarse, cosa que acarreará graves consecuencias al país.

«Los riesgos para la sociedad y la democracia son extremadamente graves. El periodismo puede impactar enormemente en la democracia y en la conciencia social, pero cuando trabajamos bajo tantas amenazas, nuestro trabajo nunca es tan completo como debería», advirtió Valdez.

Si no se da un cambio drástico, México y sus periodistas se enfrentan a un futuro aún más sombrío, añadió: «No veo una sociedad que se plante junto a sus periodistas y los proteja. En Ríodoce no tenemos ningún tipo de ayuda por parte de empresarios para financiar proyectos. Si terminásemos en bancarrota y tuviésemos que cerrar, nadie haría nada [por ayudar]. No tenemos aliados. Necesitamos más publicidad, suscripciones y apoyo moral, pero estamos solos. No sobreviviremos mucho más tiempo en estas circunstancias».

Escorcia, que se enfrenta a una situación igualmente difícil, comparte su sentido de la urgencia. Sin embargo, se mantiene desafiante, como en el tuit que publicó tras las últimas amenazas que recibió: «Este es nuestro país, nuestro hogar, nuestro futuro, y solo construyendo redes podemos salvarlo. Diciendo la verdad, uniendo a la gente, creando nuevos medios de comunicación, apoyando a los que ya existen, haciendo público lo que quieren censurar. Así es como realmente podemos ayudar».

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

Escucha la entrevista a Duncan Tucker en el podcast de Index on Censorship en Soundcloud, soundcloud.com/indexmagazine

Duncan Tucker es un periodista freelance que vive y trabaja en Guadalajara, México.

Este artículo fue publicado en la revista de Index on Censorship en primavera de 2017.

 Traducción de Arrate Hidalgo.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”The big squeeze” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]The spring 2017 issue of Index on Censorship magazine looks at multi-directional squeezes on freedom of speech around the world.

Also in the issue: newly translated fiction from Karim Miské, columns from Spitting Image creator Roger Law and former UK attorney general Dominic Grieve, and a special focus on Poland.[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”88803″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

بين المطرقة والسندان

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”
يواجه الصحفيون في المكسيك تهديدات من حكومة فاسدة وكارتيلات المخدّرات العنيفة، كما أنهم لا يمكنهم دائما الوثوق ببعض زملائهم الصحفيين، يكتب دنكان تاكر
“][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

شارك المئات من المتظاهرين في مسيرة صامتة في عام ٢٠١٠ لإدانة أعمال القتل والخطف ضد الصحفيين في المكسيك, John S. and James L. Knight/Flickr

شارك المئات من المتظاهرين في مسيرة صامتة في عام ٢٠١٠ لإدانة أعمال القتل والخطف ضد الصحفيين في المكسيك, John S. and James L. Knight/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

“آمل أن لا ترضخ الحكومة إلى إغراء التسلّط فتحجب خدمة الانترنت وتبدء في اعتقال النشطاء ” يقول المدوّن والناشط المكسيكي ألبرتو ايسكورسيا لمجلة “اندكس أون سنسورشيب” (مؤشر الرقابة). كان إيسكورسيا قد تلقّى للتو سلسلة من التهديدات بعد كتابة مقال عن الاضطرابات الأخيرة في البلاد. في اليوم التالي، تصاعدت التهديدات ضده، فبدأ يخطّط للفرار من البلاد، بعد أن شعر أنه محاصر ولا يوجد من يحميه من الخطر.

يشعر كثيرون بالقلق إزاء حالة حرية التعبير في المكسيك. فالركود الاقتصادي، وانهيار قيمة العملة الوطنية، والحرب الدموية ضد تجّار المخدّرات التي لا يبدو أن لها نهاية في الأفق، ووجود رئيس لا يحظى بشعبية كبيرة في الداخل بالإضافة الى صعود إدارة دونالد ترامب العدائية مؤخرّا الى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، جارة المكسيك الى الشمال، كل هذا قد ولّد ضغوطات عديدة على البلاد في عام 2017.

يظل أحد أكبر مصادر التوّتر في المكسيك هو رئيس البلاد. فلقد جلبت السنوات الأربعة التي أمضاها إنريكه بينيا نييتو في منصبه تباطؤا في النمو الاقتصادي، وتصاعدا في العنف، وسلسلة من الفضائح المتعلّقة بالفساد. في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، انزلق مستوى التأييد له إلى 12 نقطة مئوية فقط.

ولكن عندما حاول الصحفيون تغطية أخبار الرئيس ومفاعيل سياساته، تمت مواجهتهم بالقمع والترهيب. ففي بداية عام 2017، اندلعت احتجاجات واسعة بعد إعلان بينيا نييتو رفع سعر البنزين بنسبة 20 بالمئة. خلّفت المظاهرات التي استمرّت عدّة أيام، والتي تخلّلها مواجهات مع الشرطة وأعمال نهب وقطع الطرقات ما لا يقل عن ستة قتلى وأكثر من 1500 معتقل. وذكرت لجنة حماية الصحفيين أن الشرطة ضربت أو هددت أواعتقلت لفترة وجيزة ما لا يقل عن 19 صحفيا، كانوا يقومون بتغطية الاضطرابات في ولايات الشمال، مثل كواويلا وباخا كاليفورنيا.

في خضم هذه الأحداث، لم يتم حجب الأخبار فحسب، بل تم أيضا تلفيقها وفبركتها. انتشرت الهستيريا الجماعية في مدينة مكسيكو، فيما قامت أعداد هائلة من البوتات والحسابات المزيّفة على تويتر بالتحريض على العنف ونشر تقارير كاذبة عن مزيد من أعمال النهب، مما تسبب في إغلاق ما يقرب من 20 ألف من الشركات والمحلّات الصغيرة، وإن بشكل مؤقت.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

“لم أر مدينة مكسيكو في مثل هذه الحالة، في حياتي”، يقول ايسكورسيا عبر الهاتف من منزله في العاصمة. “عدد قوّات الشرطة كان أكثر من المعتاد. كانت هناك طائرات هليكوبتر تحلق فوقنا كل ساعة وكان يمكنك سماع صفارات الانذار باستمرار. على الرغم من أنه لم تكن هناك أية أعمال نهب في هذا الجزء من المدينة، فان الناس كانوا يعتقدون بأنها تحدث في كل مكان “.

قام إيسكورسيا، بالتحقيق في استخدام بوتات التويتر في المكسيك على مدى السنوات السبع الماضية، وهو يرى أنه تم استعمال عددا من حسابات تويتر الوهمية لنشر الخوف ولتشويه صورة الاحتجاجات المشروعة ضد رفع أسعار البنزين والفساد الحكومي. فلقد حدّد ما لا يقل عن 485 حسابا وهميا قامت بتحريض الناس مرارا وتكرارا على “نهب أحد أفرع سوبرماركت وول مارت”، باستخدام وسم خاص.

“في البدء، تدعوا (الحسابات الوهمية) الناس لنهب المحلّات التجارية، ثم تطالب بأن يعاقب اللصوص وتدعوا الى نشر الجيش”، يوضح إيسكورسيا. ويضيف: “هذه قضية حساسة جدّا لأنها يمكن أن تؤدي إلى دعوات لفرض رقابة على الإنترنت أو اعتقال الناشطين”، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية قد سبق وأن حاولت ولكن فشلت بتمرير تشريعات لحجب خدمة الإنترنت خلال “الأحداث التي تشكّل خطرا على الشعب أو الأمن القومي”.

بعد أيام من انتشار وسم “إنهب وول مارت”، كشف بينيتو رودريجيز، وهو هاكر مقيم في اسبانيا، لجريدة الفينانسيرو بأنه كان قد تلقّى أموالا لقاء استعمال مهاراته لنشر الوسم على شبكة الانترنت. وقال رودريجيز انه يعمل أحيانا لصالح الحكومة المكسيكية واعترف بأن الحكومة المكسيكية “ربما” كانت أحد الأطراف التي دفعت له لقاء التحريض على النهب.

لقد حامت الشبهات منذ وقت طويل حول إدارة بينيا نييتو بما يتعلّق باستخدام البوتات والحسابات الوهمية لأغراض سياسية. في مقابلة مع بلومبرغ في العام الماضي، كشف الهاكر الكولومبي أندريس سيبولفيدا أنه تلقى أموالا لقاء العمل على التأثير على نتيجة تسعة انتخابات رئاسية عبر أمريكا اللاتينية منذ عام 2005 والتي شملت انتخابات المكسيك عام 2012، حيث ادّعى ان فريق عمل بينيا نييتو كان قد دفع له لاختراق اتصالات مرشحيّن هما من أشد منافسي بينيا نييتو وقيادة جيش من 30 ألف من بوتات التويتر للتلاعب بالمواضيع الأكثر تداولا ومهاجمة المرّشحين الآخرين.  اصدر مكتب الرئيس بينيا نييتو لاحقا بيانا نفى فيه وجود أي علاقة له مع سيبولفيدا.

يتعرّض الصحفيون المكسيكيون للتهديد من الكارتيلات العنيفة أيضا. أثناء قيامه بجمع المعلومات من أجل كتابه “ناركوبيريوديسمو” (الصحافة المتمحورة حول كارتيلات المخدّرات) فوجئ مؤسس صحيفة ريودوس، خافيير فالديز، بكم هو شائع أن تقوم الكارتيلات باختراق غرف الأخبار في الصحف المحلية وزرع جواسيس ومخبرين فيها.

وقال فالديز لإندكس “ان الصحافة الجادة والحفاظ على الأخلاقيات هي مسألة مهمة جدا في أوقات الصراع، ولكن للأسف نجد هناك صحفيين متورطين مع الناركوس”، في إشارة الى كارتيلات المخدّرات. “لقد جعل هذا عملنا أكثر تعقيدا، والآن علينا أن نحمي أنفسنا من السياسيين والناركوس وحتى الصحفيين الآخرين”.

يعرف فالديز تماما مخاطر تهديد الأقوياء المتنفّذين والعصابات المسيطرة. يقع مقر صحيفة ريودوس في سينالوا، وهي ولاية مضطربة حيث ينهض الاقتصاد على تجارة المخدرات. وأضاف “في عام 2009 القى شخص ما قنبلة يدوية على مكتب ريودوس، لكنها لم تسبب سوى أضرار مادية. وتلقّيت مكالمات هاتفية تأمرني بأن أتوقف عن التحقيق في بعض جرائم القتل أو في جرائم زعماء عصابات المخدرات. واضطررت الى حجب معلومات هامة من النشر لأنه كان من المحتمل بأن يقوموا بقتل عائلتي لو قمت بالإشارة اليها. وبالفعل فقد قتلت مصادر أعرفها أو تم خطفهم واخفائهم … الحكومة لم تكترث اطلاقا. إنها لا تفعل شيئا لحمايتك. لقد كان هناك الكثير من هذه الحالات وهي لا زالت تحدث “.

على الرغم من أن الصحفيين المكسيكيين يواجهون العديد من المشاكل المشتركة، يأسف فالديز لقلّة الشعور بالتضامن بينهم وضعف الدعم الذي يحظون به من المجتمع الأوسع. ويخشى فالديز بأن تتكثّف الضغوط على الصحفيين فيما تستعد المكسيك للانتخابات الرئاسية في العام القادم، في خضم أزمة اقتصادية مستمرّة، مما سيكون له عواقب خطيرة على البلاد كما يقول.

ويحذر فالديز بأن “المخاطر التي تواجه المجتمع والديمقراطية هي خطيرة للغاية.” ويضيف: “للصحافة تأثير كبير على العملية الديمقراطية والوعي الاجتماعي، ولكن عندما نعمل تحت كم هائل من التهديدات فلا يكون عملنا أبدا على الوجه الأكمل المطلوب”.

يقول فالديز أنه اذا لم يحدث تغيير جذري، فستواجه المكسيك والصحفيون فيها مستقبلا مظلما، وأضاف: “لا أرى المجتمع يتعاضد مع الصحفيين أو يحميهم. في ريودوس لا نتلقى أي دعم من قبل أصحاب الأعمال لتمويل المشاريع. إذا أفلسنا وأغلقنا أبوابنا فإن أحدا لن يفعل أي شيء [للمساعدة]. ليس لدينا حلفاء. نحن بحاجة إلى مزيد من الدعايات والاشتراكات والدعم المعنوي ولكننا الآن متروكون لوحدنا.ولن نستطيع أن نستمر لفترة طويلة في هذه الظروف.”

يتشارك إسكورسيا، الذي يواجه حالة صعبة مماثلة، هذا الشعور بالخطر الداهم، ولكنه قرّر التحدّي. بعد التهديدات الأخيرة الموّجهّة ضده، كتب على حسابه على تويتر: “هذا هو بلدنا، ووطننا، ومستقبلنا، وفقط من خلال بناء الشبكات يمكننا الحفاظ عليه. قول الحقيقة، وتوحيد الناس، وخلق وسائل إعلامية جديدة ودعم تلك منها القائمة، ونشر ما يريدون التكتّم عليه، هذه هي الطريقة الحقيقية التي يمكننا أن نساعد من خلالها. “

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

يمكنكم الاستماع إلى مقابلة مع دنكان تاكر من خلال بودكاست “اندكس أون سنسورشيب” (مؤشر الرقابة) على سوندكلود،

soundcloud.com/indexmagazine

دنكان تاكر هو صحفي مستقل يقيم في غوادالاخارا، المكسيك

*ظهر هذا المقال أولا في مجلّة “اندكس أون سنسورشيب” بتاريخ ١٢ أبريل/نيسان ٢٠١٧

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”The big squeeze” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]The spring 2017 issue of Index on Censorship magazine looks at multi-directional squeezes on freedom of speech around the world.

Also in the issue: newly translated fiction from Karim Miské, columns from Spitting Image creator Roger Law and former UK attorney general Dominic Grieve, and a special focus on Poland.[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”88803″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]